جميع القصص

بلاط إزنيق: طراز عثماني فريد

تُعد هذه المجموعة المكونة من ثماني بلاطات منقوشة، ضمن مجموعة متحف الفن الإسلامي، تحفة فنية فريدة تجسد ذروة الإبداع في فن الخط العثماني.

المشاركة مع صديق

استمرت الإمبراطورية العثمانية قرابة ستة قرون (698 –1341هـ / 1299 – 1923م)، لتدخل سجلات التاريخ كأطول الدول الإسلامية عمراً. وفي أوج قوتها، ضمت أراضيها 32 مقاطعة والعديد من الدول التابعة، لتكون بذلك أكبر وأقوى كيان سياسي إلى الغرب من الصين. شكّلت الدولة العثمانية بوتقة انصهرت فيها ثقافات ولغات شتّى، وجاءت الفنون فيها لتعكس هذا التنوع الغني في مكوناتها.

مثّلت المشاريع المعمارية حجر الزاوية في تشكيل الهوية العثمانية، وساهمت في نشر نمط "عثماني" مميز بين عموم رعية الدولة. وبحلول منتصف القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، راحت البلاطات تظهر على واجهات هذه المشاريع المعمارية.

Iznik Tiles

بلاط إزنيق

يرجع اسم فخار إزنيق إلى مدينة إزنيق الواقعة في غرب الأناضول (تركيا)، حيث كان يتم إنتاجه في الأصل. ويرجع أقدم دليل على إنتاج فخار إزنيق إلى عهد السلطان العثماني محمد الثاني (حكم من 854 إلى 886هـ / 1451 – 1481م)، الذي أعجب بالخزف الصيني الأزرق والأبيض الفاخر الذي يعود إلى عهد أسرة مينغ. هذا الإعجاب قاد الخزافين المحليين إلى إنشاء خزفيات مماثلة. وبحلول منتصف القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، بدأ البلاط المصنوع في إزنيق يظهر على واجهات المشاريع المعمارية مثل القصور والمساجد.

يعود تاريخ هذه البلاطات إلى القرن العاشر الهجري/منتصف القرن السادس عشر الميلادي، وهي فترة ذروة صناعة الخزف الإزنيقي. كلف حينها السلطان سليمان القانوني (حكم من 926 – 974هـ / 1520 – 1566م) الخزافين بصنع بلاط لمسجده الذي بُني حديثاً في إسطنبول. وتظهر على هذه البلاطات السمات المميزة لخزف إزنيق، مثل التصميمات الزرقاء الكوبالتية النابضة بالحياة والجسم الأبيض الصلب اللامع. وقد ظهر اللون الأحمر، الذي يزين هنا حواف البلاطات، في فخار إزنيق لأول مرة في مسجد السليمانية (الذي بُني بين 957 – 965هـ /1550 – 1557م)، وربما يكون اللون مشتقاً من تربة أرمينيا الحمراء الغنية بالحديد.

تطلّب تطوير الوصفات والعمليات الخاصة بصناعة الخزف الإزنيقي وقتاً وجهداً كبيرين، لكن دعم القصر العثماني السخي شجع الحرفيين على الابتكار والتطوير. كان السلاطين وعائلاتهم والحاشية هم أهم زبائن خزف إزنيق، وبالأخص البلاطات، طوال القرن السادس عشر الميلادي.

بقلم ريم أبوغزاله وتسليم ساني - فريق القيمين الفنيين في متحف الفن الإسلامي

روائع إزنيق في متحف الفن الإسلامي

تضم قاعات متحف الفن الإسلامي، المخصصة لفنون تركيا والولايات العثمانية، العديد من الأمثلة الرائعة على الخزف الإزنيقي، بما في ذلك القوارير والدوارق والأطباق والعناصر المعمارية، مثل هذه المجموعة من البلاطات المزخرفة.

خطط للزيارة